إدريس الأول و نسبه
إدريس الأول أو مولاي ادريس هو إدريس بن عبد االه الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي ابن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد بن عبدالله (صلى الله عليه و اله).أمه عاتكة بنت الحارث بن خالد بن العاص بن هاشم بن المغيرة المخزومي. فهو إذن، قرشي من الأبوين، ومنزلته وجيهة في الأسرة العلوية. كان إدريس الأول مُؤسس أول دولة إسلامية بالمغرب.
الحركة العلوية
كانت أنظار العلويين، وهم في حالة المراقبة والاضطهاد التي يعانون منها، تتجه بالخصوص إلى المغرب، لبعده عن مركز الخلافة العباسية ولاشتهاره برفع راية العصيان والمعارضة لتلك الخلافة. وقبل العلويين اتجهت أنظار الخوارج لنفس المنطقة. وأمكنهم أن يؤسسوا بها دولتين مشهورتين في تاهرت وسجلماسة، مما يدل على أن البلاد كانت مرشحة لتكون مركزا لثورة مضادة وربما لقيام خلافة مناهضة للخلافة العباسية.
فالتجاء إدريس إلى المغرب صحبة مولاه راشد بعد أن حصل على مساعدة والي مصر وأفلت من مراقبة الشرطة العباسية، يفسره عزمه على الأخذ بثأر العلويين، من جهة، وطموحه إلى تأسيس دولة قادرة على مناوأة الخلافة العباسية والقضاء عليها إذا ما ساعدت الظروف على ذلك، من جهة أخرى.
حينما وصل إدريس إلى المغرب توجه ، أولا، إلى طنجة التي كانت تعتبر آنذاك حاضرة المغرب الكبرى. وكان لا بد له، ولا شك، من وقت للإطلاع على أحوال البلاد وسكانها وجس نبض أهلها، على المستوى السياسي. فأخذ يتصل بنفسه أو بواسطة مولاه راشد ببعض رؤساء القبائل الكبرى في المغرب لإسماع كلمته ونشر دعوته. وقد احتفظت لنا بعض المصادر بوثيقة مهمة، يرجع الفضل في نشرها إلى علال الفاسي الذي نقلها عن مخطوط يمني. وهي عبارة عن نداء وجهه إدريس إلى المغاربة. وهو نص طويل نكتفي هنا بإيراد فقرة منه:
"وقد خانت جبابرة في الآفاق شرقا وغربا، وأظهروا الفساد وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً. فليس للناس ملجأ ولا لهم عند أعدائهم حسن رجاء. فعسى أن تكونوا معاشر إخواننا من البربر اليد الحاصدة للظلم والجور، وأنصار الكتاب والسنة، القائمين بحق المظلومين من ذرية النبيين. فكونوا عند الله بمنزلة من جاهد مع المرسلين ونصر الله مع النبيين. واعلموا معاشر البربر أني أتيتكم، وأنا المظلوم الملهوف، الطريد الشريد، الخائف الموتور الذي كثر واتره وقل ناصره، وقتل إخوته وأبوه وجده وأهلوه فأجيبوا داعي الله. فقد دعاكم إلى الله."
انتقال الإسلام إلى الأندلس
الأندلس الآن هي أسبانيا و البرتغال أو ما يسمى بشبه الجزيرة الأيبيرية ، و مساحتها 600 ألف كيلومتر مربع.
لماذا سميت بلاد الأندلس بهذا الإسم؟
سكن في الأندلس منذ القرن الأول الميلادي بعض القبائل الهمجية التي جاءت من شمال اسكندنافيا (السويد و الدنمارك و النرويج) و يقال أن هذه القبائل جاءت من ألمانيا. بصرف النظر عن مجيئها و لكن هذه القبائل كان يطلق عليها اسم قبائل الفاندال و تسمى بالعربية قبائل الواندال و سميت هذه البلاد بفانداليسيا ثم حرف هذا الإسم إلى أندليسيا و قد كانت هذه القبائل قبائل وحشية حتى أنه كان من المعروف أن أحوال هذه القبائل قد انصلح بعد دخول الإسلام.
خرجت هذه القبائل من الأندلس و حكم الأندلس قبائل أخرى من النصارى عرفت باسم قبائل القوط الغربيين و هم الذين كانوا يعيشون في الأندلس عند دخول المسلمين.
و لكن ما هي الأسباب التي دعت المسلمين إلى فتح الأندلس في هذا الوقت بالذات؟
ذهبوا إلى الأندلس لأن المسلمين كانوا قد وصلوا إلى المغرب الأقصى في الفتوح و بعد المغرب الأقصى يوجد المحيط الأطلسي فإمّا أن تتجه شمالاً و تعبر مضيق جبل طارق و تدخل إلى بلاد الأندلس و إمّا أن تنزل جنوباً في الصحراء الكبرى.
المسلمون ليس همهم جمع الأراضي و الممتلكات فالصحراء الكبرى قليلة السكان جداً فكان همهم (البشر) حتى يعلموهم دين الله سبحانه و تعالى. فلمّا انتهوا من المغرب انتقلوا إلى الدولة المجاورة مباشرة و لمّا انتهوا من الأندلس غنتقلوا إلى الدولة المجاورة و هي فرنسا.
في أي زمان فتحت بلاد الأندلس:
هذه الفترة من فترات بني أمية و بالذات في خلافة الوليد بن عبد الملك و هو الخليفة الأموي الذي حكم من سنة 86 و حتى سنة 96 و فتحت الأندلس سنة 92 هـ . و كثير من البلاد فتحت في عهد الدولة الأموية و منها ليبيا و حتى أواخر المغرب، نعم لقد بدأت الفتوح في هذه البلاد في عهد عثمان بن عفّان لكن كثيراً من البلاد ارتدت عن الإسلام بعد ذلك و أعيد فتحها في عهد الدولة الأموية و فتحت أيضاً أفغانستان و جمهوريات جنوب روسيا.
دوّنت السنة و رغّب في الجهاد في عهد بني أميّة. فكان المسلمون يخرجون للجهاد صيفاً و شتاءاً كأمر طبيعي و كأنهم يخرجون إلى أعمالهم.
حكمت دولة بني أمية من سنة 40 إلى سنة 132 هـ .
آخر 7 سنوات فقط من عهد بني أمية هي التي حدثت فيها فتن و حياد عن منهج الله سبحانه و تعالى. و بذلك تحققت سنة الله سبحانه و تعالى في أرضه و انتقلت الخلافة من بني أميّة إلى بني العباس.