الدين هو جملة ما أتى به الوحي من تعاليم تبين حقيقة ما هو كائن في الوجود، و ما ينبغي أن يكون في حياة الانسان. و الأساليب التي استعملها القرآن و الحديث في الارشاد الى التدين الصحيح تتنوع الى ثلاثة أنواع مرتبة على النحو التالي : الهدي التفصيلي ـ الهدي الكلي ـ الهدي المقصدي، بحيث يندرج السابق منها تحت اللاحق.
ففي النوع الأول نجد الأحكام المفصلة و المقيدة لكيفية التطبيق و الممارسة، مثل أحكام الصلاة و الارث. و في النوع الثاني نجد الأحكام المشتملة على الأوامر و النواهي العامة دون تحديد تفاصيلها و كيفياتها، مثل قوله تعالى: " إن الله يامر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي " سورة النحل الآية 90 .
و في النوع الثالث نجد أحكاما، أكثر تعميما من النوع الثاني، تحدد المقاصد العامة فقط لما ينبغي أن تكون عليه أعمال الانسان، مثل قول الرسول (ص) : " لا ضرر ولا ضرار " أخرجه الامام مالك. فإنه بيان لمقصد من مقاصد الشريعة التي تندرج تحتها كل الأفعال التي تشمل ما يمكن أن يستجد في حياة الانسان عبر الأزمان.
و لهذه الأساليب الثلاثة قواعد و ضوابط، مما يفسح المجال للانسان ليمارس التدين في مختلف ظروفه و أوضاعه
الشروحات :
لا ضرر ولا ضرار : أي أن الانسان لا يجوز له أن يضّر بنفسه و لا بغيره.
الارث : عادة توريث ممتلكات أو ألقاب أو ديون أو مسؤوليات عند وفاة أحد الأشخاص
الهدي المقصدي: أسلوب للارشاد وسائله هي المقاصد الضرورية للشريعة الاسلامية و هي : حفظ الدين، النفس، العقل، النسل، المال