Soukaina
رقم العضوية : SoukyAMA عدد المساهمات : 10 نقاط : 18 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 24/10/2011 العمر : 27
| موضوع: المعجزات - درس مفصل ! الإثنين أكتوبر 24, 2011 5:02 pm | |
| تعريف المعجزة المعجزة أمر خارق للعادة وللنواميس الكونية يجري على يد الإنسان، ويستحيل تفسيره باستخدام قوانين الطبيعة المعروفة. المعجزة عند الأنبياء قد تقترن بالتحدّي كالقرآن الكريم وعصا موسى، وقد لا تقترن كحنين الجذع للرسول. وقد فرّق بعض العلماء بين هذين النوعين من المعجزات. كما فرّق أيضًا العلماء المتأخّرون بين المعجزة والكرامة، وهي الأمر الخارق يجري على يد غير النبيّ، وقصروا المعجزات على الأنبياء، غير أن العلماء المتقدمين لم يرد عندهم هذا التفريق. وسمّوا كل أمرٍ خارق معجزة بصرف النظر عمن يجري على يديه الأمر.تكمن الحكمة وراء المعجزات في تأكيد عظمة الله سبحانه وتعالى من جهة، وبيان صحة النبوة و الرسالة على مر العصور. معجزات الرسل معجزات الرّسل. أيّد الله رُسُله بمعجزات يُثبّت بها أفئدتهم وتكون لهم عونًا وحُججًا أمام أقوامهم. وكانت معجزة كل رسول من جنس ما نبغ فيه قومه المنكرون حتى يتحقق التحدّي؛ فموسى عليه السلام تحدّى سحرة فرعون في ميدان السحر نفسه الذي نبغ فيه القوم ومهروا. ومحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم مُنح معجزة القرآن الكريم الذي تحدّى به الله تبارك وتعالى العرب الذين نبغوا في فنون الكلام والبيان وألوان الفصاحة والبلاغة. ومن معجزات رسل الله عليهم الصلاة والتسليم ناقة صالح لقومه ثمود، ونار إبراهيم عليه السلام، وبياض يد موسى، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى عند عيسى عليه السلام.معجزات الرسول صلى الله عليه وسلمأجرى الله سبحانه وتعالى على يد الرسول الكريم ³ معجزات كثيرة عدّها بعض العلماء فبلغت أكثر من ألف، وألَّف فيها علماء التوحيد والتفسير والسيرة كتبًا كثيرة.- معجزة القرآن الكريم. أعظم معجزات محمد عليه الصلاة والسلام، بل أعظم معجزات الرّسُل عليهم السلام على الإطلاق. فهو معجزة تخاطب النفوس والعقول، ولا يطرأ عليها التغيير والتبديل ﴿وإنه لكتاب عزيز ¦ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد﴾ فصلت:41، 42 . تحدّى الله بالقرآن الكريم فصحاء العرب وكانت الفصاحة بضاعتهم التي كسدت أمام القرآن الكريم ﴿وإن كنتم في ريب مّمّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين﴾ البقرة:23 . والقرآن الكريم نمط مخالف لمعجزات الرسل، فهو آية قاهرة واختصت بها الرسالة الأخيرة الخاتمة تبقى معها ما بقيت الدنيا منهاج عقيدة وشريعة وحياة متكاملة. القرآن الكريم مُعجز في بنائه التعبيري، وتنسيقه الفني؛ فكله في مستوى واحد لا تفاوت ولا اختلاف بين أجزائه، مُعجز في بنائه الفكري، مُعجز في يُسر دخوله إلى القلوب والنفوس.- قصة حـنـيـن الـجـذع: تعضدها الأخبار المتواترة، وملخصها من روايات متعددة أن المسجد كان مسقوفاً على جذوع نخل، فكان النبي r إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار (الإبل)، وقيل في رواية أنس: حتى ارتج المسجد بخواره. وفي رواية سهل: وكثر بكاء الناس لما رأوا به. وفي رواية المطلب وأبي: حتى تصدع وانشق، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليه فسكت- الإسراء والمعراج: يقول رب العزة سبحانه: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير [الإسراء:1). شاء الله الذي لا راد لمشيئته سبحانه القادر الذي لا يعجزه شيء أن يمن على حبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام برحلة مباركة طيبة هي الإسراء والمعراج. الإسراء: فهي رحلة أرضية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس. المعراج: فهي رحلة سماوية تمت بقدرة الله عز وجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام من بيت المقدس إلى السماوات العلا ثم إلى سدرة المنتهى ثم اللقاء بجبار السماوات والأرض سبحانه. ومن الجدير بالذكر أن الإسراء والمعراج كان بالجسد والروح معه واستدل العلماء على ذلك بقول رب العزة سبحانه: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء:1]. والتسبيح هو تنزيه الله عن النقص والعجز وهذه لا يتأتى إلا بالعظائم ولو كان الأمر مناما لما كان مستعظما ثم بقوله تعالى : بعبده والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح .انشقاق القمر من المعجزات التي أيَّد الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، معجزة انشقاق القمر إلى شقين، حتى رأى بعض الصحابة جبل حراء بينهما.كرامات الأولياء. يجري الله على أيدي بعض عباده خوارق للعادة يسميها العلماء المتأخرون الكرامات، وكان العلماء المتقدمون يسمونها المعجزات أيضًا. وتكون تلك الأمور إكرامًا لصلاحهم وقوة إيمانهم أو سدّا لحاجتهم كالحاجة للطعام والشراب والأمن. وقد يعطيهم ذلك لنُصرة دينه ورفعة كلمته. من ذلك الفاكهة التي كان يجدها زكريا عليه السلام عند مريم مما حكاه القرآن الكريم. ومنه صيحة عمر بن الخطاب:"يا سارية الجبل".استخدم القرآن لفظ آية للإشارة إلى معجزة ولم ترد فيه كلمة معجزة على الإطلاق. ولفظ آية يعني كل ما أوردناه تحت معجزة.الشروط المتوفرة في المعجزة: 1- الشرط الأول: خرق العادات والمألوف: إذا لم يتحقق خرق العادة والمألوف في قوانين الكون وأنظمته الدائمة فليست بمعجزة، فلو قال المدَّعي علامة نبوتي هو طلوع الشمس من المشرق، فلا يعدُّ هذا الأمر مخالفاً للقوانين الكونية بل مسايراً لها فلا تعتبر معجزة.2- الشرط الثاني: تكون المعجزة على يد نبي أو رسول: لا تتحقق المعجزة إلا إذا كانت على يد مدعي النبوة أو الرسالة، فإن تم الأمر الخارق على يد أحدهما (النبي والرسول) كان هذا الأمر معجزة.3- الشرط الثالث: التعجيز: أن تعجز الناس عن المعارضة بمثلها على الصورة الخارقة التي تم تحديهم بها.أنواع المعجزات إنَّ المعجزات تتعدَّد وتتنوَّع، وبصفة عامَّة تنقسم إلى قسمين:القسم الأول المعجزات العقليَّة، وهي ما يؤكِّد علماء الأصول أنها المعجزة التي اخْتُصَّ بها سيدنا محمد ، وهي معجزة القرآن. والقسم الثاني المعجزات الحسيَّة، كمعجزات موسى (العصا واليد)، ومعجزة عيسى (إحياء الموتى، وإشفاء الأبرص)، وغيرها، وهذا النوع من المعجزة يبقى محصورًا عند مَن شاهدها أو عند مَن تناقل إليه الخبر بطريق متواتر يُجْزِم بعدم إمكان الشكِّ فيه.وقد جرت سُنَّة الله تعالى كما قضت حكمته أن يجعل معجزة كل نبي مشاكلة لما يُتْقِنُ قومه ويتفوَّقون فيه، ولما كان العرب قوم بيان ولسان وبلاغة، كانت معجزة النبي الكبرى هي: القرآن الكريم، وهي "معجزة عقليَّة أدبيَّة لا حسيَّة مادِّيَّة"؛ وذلك لتكون أليق بالبشريَّة بعد أن تجاوزت مراحل طفولتها، ولتكون أليق بطبيعة الرسالة الخاتمة الخالدة؛ فالمعجزات الحسيَّة تنتهي بمجرَّد وقوعها، أما العقليَّة فتبقى"وإضافة إلى هذه المعجزة الكبرى فإن الله أكرم نبيَّه بآيات كونيَّة جمة، وخوارق ومعجزات حسيَّة عديدة، ولكن لم يقصد بها التحدي، أي إقامة الحجة بها على صدق نبوته ورسالته ، بل كانت تكريمًا من الله تعالى له، أو رحمةً منه تعالى به، وتأييدًا له، وعناية به وبمن آمن معه في الشدائد؛ إذ إن هذه الخوارق لم تحْدُث استجابة لطلب الكافرين، بل رحمة وكرامة من الله لرسوله والمؤمنينمنكرو المعجزات الحسيَّة ومن شأن هذه المعجزات -كما أشرنا- أن تَزِيد المؤمن إيمانًا، والمكذِّب بها يزداد حيرةً وضلالاً، كما قال تعالى في المكذبين: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} [الحجر: 14، 15].وإذا كان عموم المؤمنين يُصدِّقون بآيات الأنبياء والمرسلين، فإن قومًا لعبت بهم الأهواء، فقدَّموا عقولهم وآراءهم على الثابت في الكتاب وفي سُنَّة خير العباد ، وزعموا أنه لا توجد معجزات حسيَّة ثابتة للنبي ، وفي هذا يقول أحدهم: "المعجزات السابقة كانت مناسبة لظروف النبي وقومه، أي كانت حسيَّة محلِّيَّة تنتهي بنهاية القوم الذين يطلبونها من الرسول، ثم يُصاحبها إهلاك القوم ومجيء رسول آخر؛ تتجدَّد معه نفس القصة إلى أن خُتِمَت النبوة بالرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام؛ ولأن الرسول بشر كجميع البشر محكوم عليه بالموت، ولأن رسالته يجب أن تبقى فلا بُدَّ أن تكون معجزته على نفس المستوى. | |
|